كانت كعادتها كل عام فى مثل هذا اليوم تكون جالسه فى سيارتها ترتدى اللون الزهرى والنظاره الشمسيه السوداء على هذا الجانب من الطريق .تراقب سياره زرقاء اللون على الجانب المقابل لها حتى ينزل من مقر عمله ويفتح باب سيارته وينطلق فى طريقه .كانت تراقبه عن كثب طيله هذه السنين لقد صار بالعقد الرابع من عمره وتسرب اللون الابيض الى شعراته ليضيف اليه الوقار والهيبه والمزيد من الوسامه .تراه وكانها تراه لاول مره عندما قدمتها اله احدى صديقتها فى حفل بسيط فى احدى المقاهى على النيل كانت بالعشرين من عمرها وكان يكبرها بعشر سنوات .تتذكر عندما وقعت عينيها عليه لقد تملكها شعور غريب انه كفارس الاحلام الذى كالما حلمت بيه ياتى على جواده الابيض .لم تكن تعرف انه يمكن للاحلام ان تتجسد بهذه الطريقه .ظلا يتسامران طوال فتره الحفل وكانهما اصدقاء منذ زمن كانت شخصيته وافكاره تاسرها .انه كالانسان الكامل بالنسبه لها وعندما انتهى الحفل كانا قد تبادلا ارقام الهواتف الخاصه على وعد بلقاء جديد.وطوال اربع سنوات كانت دائما معه كانوا يتحدثون بالساعات ويتناقشون ويضحكون فى كل الامور كانت بالنسبه له اعز صديقه التى يلجا اليها دائما ليبوح لها بكل اسراره .كانت صداقتهما تزداد يوما بعد يوم ....وكان حبه ينمو ويتفرع ويرمى بجذوره فى قلبها اكثر فاكثر كانت دائما تريد ان تبوح له بمكونات صدرها وحبها الكبير له ولكنها كانت تخاف ان يختار الفراق والبعد . ففضلت ان تكتم كل مشاعرها بداخلها فقط ليظل دائما موجودا بحياتها باى شكل من الاشكال كاخ او صديق الاهم انه يكون هناك دائما وتستطيع الاحتفاظ به.كان دائم البوح لها بكا اسراره وخصوصا العاطفيه وكانت دائما حسن مستمع واحسن مقدم للنصائح له برغم انها كانت تحس دائما بالمراره واللوعه فى كل مره ياتى ليحكى لها عن قصه حبه الجديده الا انها كانت تشعر بسعاده غامره لسعادته وفرحته بهذا الحب وكان اجمل ما يسعدها تلك الابتسامه التى ترتسم على شفتيه لتزيده سحرا .كانت تتمنى فى قراره نفسها ان يلاحظها بين كل هؤلاء التى يعرفهن ولكنها كانت بمثابه الضباب بالنسبه له .مرت السنوات وحبها له يكبر وينمو حتى جاء ليزف لها خبر زفافه فكادات تسقط من هول الصدمه ولكنها تماسكت ورسمت على وجهها اجمل ابتسامه وهنئته باجمل التهانى وتمنت له التوفيق وكانت اول الحاضرين بحفل زفافه الذى كان حفل نهايتها .ورغم مرور خمسه عشر عاما الا انها كعادتها فى مثل هذا اليوم من كل عام وهو ذكرى اول لقاء بينهما ترتدى نفس اللون الزهرى الذى راها به اول مره وتذهب بسيارتها الى هناك لتراه حتى ينطلق فى طريقه فتذهب هي الى بائع الورد لتشترى نفس الورد البلدى وتطلب بطاقه صغيره تكتب عليها ( الى حبيبتى ...من حبيبك ) وترجع الى منزلها لتضع الورد فى زهريه بجانب سريرها وتفتح درج المكتب لتلتقط علبه بيضاء صغيره منقوشه بقلوب حمراء لتضع فيها البطاقه بجانب بقيه البطاقات للاعوام السابقه وتمسك بصورته لتضمها الى صدرها وتغرق فى بحر الدموع ..دموع قلبها الكسير وحبها الضائع ووحدتها القاسيه ................
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق