الخميس، 18 سبتمبر 2008

وصال ( قصه قصيره)

كانا يوما مشمسا وحارقا من ايام الصيف ,كنا نتجه بسيارتنا الى المصيف هروبا من حراراه الجو ..رغم انبعاث بعض البروده من مكيف السياره الا ان اشعه الشمس الحارقه كانت تتسرب داخلا .
رغم معارضتى لزوجى على زيارتنا لخالته فى طريقنا الى المصيف الا انه حاول اقتناعى انها زياره خافته لن تاخد سوى ساعتين وتكون راحه له من الطريق .فوافقت حرصا منى على الا اغضبه .
سارت بينا السياره الى بيت خالته ....لم اكن رايتها منذ حفل زفافى و لا اذكرها جيدا ايضا ولكن زوجى كان دائم التحدث عنها وعن ايام الطفوله التى كان يحب ان يقضيها بيبتها هو وكل اطفال العائله .
ساد الصمت برهه وشردت بذهنى قليلا حتى سالته فجاه :
- ماذا كان اسم بنتها ....لقد نسيت
- وصال
- نعم نعم ....اليست هذه هى التى يقولون انها مجنونه بحبك ؟
- اصدقت كلام اختى ..هذه ليست الا اقاويل واحاديث نساء انها بمثابه اخت لى لقد تربينا سويا
- لا تظننى غيوره ...فانا اعلم ان قلبك ماكل لى وحدى ولكنى اسال من باب الفضول لا اكثر...مممم كم عمرها الان ؟
- لا اذكر بالتحديد ولكنى اعتقد انها فى الثالثه والثلاثون
- الم تتزوج بعد؟
- لا لم تتزوج ..انها تعمل كسكرتيريه
- اهاا هذا يؤكد ما يقولونه انها مجنونه بك
اخد يضحك ويقول لى انها ليست الا حكاوى نساء يتهامسون بها فى الامسيات للتسليه
مرت برهه من الوقت قبل ان نصل الى بيت خالته ...كان بيتا صغير مكون من طابقين به حديقه جميله
ترجلنا من السياره فلحمت خالته خالته جالسه على كرسى هزاز بالشرفه ..وما انا راتنا حتى وقفت لاستقبالنا والترحيب بنا ....واخذت ابنتى الصغيره فى احضانها واخذت تقبلها وتثنى على جمالها .
لم تكن فى انتظارنا غير الخاله ...كانت وصال لم تعد بعد من عملها .فقادتنا الى الداخل وهي مازالت تلقى عبارات الترحيب .
كان بيتا فخما من الداخل يدل على ذوق جميل وبساطه شديده وان كانت اول انطباعتى عنه انه كئيب للغايه ..الكابه تشع فى انحائه ظلمه وحزن لا يقوى على تبديدهم اشد الاضواء سطوعا .
ارشدتنا الى الصالون وجلس زوجى وخالته يسامرون ..وما هى الا دقائق حتى سمعنا صوت طرقات حذاء نسائى على الارض ..فعرفت انها وصال ووتلهفت لرويه غريمتى
كانت نحيله القوام وحلوه التقاسيم تسرب بعض اللون الابيض الى شعراتها .....واكنها جميله نعم جميله وعندما تقول امراه عن غريمتها انها جميله فتاكد انها جميله جدا
رات فى عينها حزن عميق وشجن جميل ..نظراتها الينا كانت كلها لهفه وحب وخصوصا الى زوجى نظرات يستحيل الاخظاء فى تفسيرها
سلمت علينا بكلامات رقيقه وجلست بجوارنا ..اخدت تداعب طفلتى وتقبلها ثم اخذتها لتاتى لها ببعض الحلوى وانقضى معظم الوقت فى احاديث عامه عن الحياه حتى جاء وقت الغداء ..لم نستطع بهد هذا الرجاء منهم ان نبقى الا ان نبقى ونتناول معهم الغداء
ومضت ثوانى كانت فيها وصال وامها تعدان السفره ..سفره عامره باطيب انواع الطعام وكان زوجى سعيدا جدا
طول فتره الغداء كانت نظرات وصال الى زوجى والى ابنتى التى صممت ان تجلس بجانبها لتطعمها بنفسها
كان الحديث حول السفره طوال الوقت عن الذكريات وايام الطفوله الذى لم اجد لى مكانا فيه فكنت معظم الوقت شارده الذهن حتى انبهت الى حديث الخاله الى ابنتها :
- لا اعلم ما بها ...اظنها ستظل هكذا طوال العمر بدون زواج وهل للمراه قيمه بدون زوج وبيت واولاد
- امى لا داعى للحديث فى هذا الموضوع
كان بصوتها مراره استدرت عليها عطفى لاول مره منذ ان رايتها
مر باقى اليوم هادئا وكان زوجى قد اقتنع بكلام خالته بالمبيت هذه الليله ليكمل طريقه فى الصباح ...وجاء وقت النوم فقادتنا وصال الى الدور العلوى الذى به غرف النوم وكانت قد اعدت لنا غرفه ورتبتها وكانها كانت تعلم اننا لن نستطيع رفض طلبها ورجائهم بالمبيت هذه الليله .
ورغم رجائها لى بان اترك الطفله لتنام معها الا اننى لم اوافق وتعللت بانها لا تستطيع الاستغناء عنى ..لا اعلم هل هو الخوف ام الغيره على ابنتى منها .....فسلمت للامر وتمنت لنا ليله هانئه واخبرتنا ان نوقظها اذا احتجنا ال اى شى ..فغرفتها بنهايه الرواق بجانب الحمام
سرعان ما استغرفنا فى النوم ..لم افق الا على صوت ابنتى وقد استيقظت عطشى فحملتها الى الحمام لتشرب وتقضى حاجتها .
واذا بى وانا عائده الىغرفتى ... وصل الى سمعى صون عجيب ..صوت بكاء لا شك فيه بكاء جريح او نحيب منخفض اشبه بانين حيوان يحتضر لدرجه ان الطفله تمسكت بى خوفا .
اكملت طريقى الى الغرفه ولكنى لم استطع النوم برغم توقف الوصت بعد مده من الوقت الا اننى ظللت اسمعه طوال الوقت وكانه حلم . وفى الصباح على مائده الافطار لاحظت ان عينى وصال دامعه كانت تملؤها الاحمرار ولكنى لم استطع الا ان ابعد بنظرى عنها حتى قالت ابنتى : بابا .. من الذى كان بيكى البارحه ؟؟؟؟
نظرت اليها فوجدتها تهرب بعينها منا وتطرق راسها وتحاول الانشغال بما فى يدها احسست فى هذه اللحظه بقلبى يفيض عطفا عليها . بعد النتهاء الافطار استعدينا للرحيل ..وسلم زوجى على خالته ولكنه لم يسلم على وصال وسبقنا الى السياره ...سلمت عليهم وشكرتهم لحسن ضيافتهم ولحقت انا والطفله بزوجى ونظرت ورائى لارى وصال تلوح الينا وفى عينها نظره شارده ....لاحت لنا وقد وقفت لوداعنا كالطير الصادى لو كالثكلى المحرومه ....
تحركت بينا السياره فى طريقنا ...شردت برهه ثم نظرت الى زوجى وقد بدا تائه الفكر وشارد بدوره وقلت :
- قل الحق ...الم يكن بينكم حب
- لا اعلم لماذا تصرين ان تشغلى بالك بهذه التفاهات وقد قلت بنفسك انك ملكه قلبى بدون منازع ..لما كل هذه الاسئله التى لا طائل منها
- قل الحقيقه ...هل كان بينكم حب
- قلت لكى لا ...كفى عن هذا الهراء
- انك كاذب ...والا فلما لم تتزوج حتى الان
وقف فجاه واستدار لى :
- ايهمك حقا ان تعرفى
- نعم
- لانها لا تريد الزواج باحد سواى
- ولماذا لم تتزوجها اذا
- لاننى لم ارها فى يوما من الايام مناسبه لى احيانا كنت اشعر ان لا ارها من الاساس ولكنها لم تكن ترى سواى ..وحين علمت انها مريضه بالقلب حاولت الاشفاق عليها ولكنى تراجعت خوفا منى ان ازيد الامها ومعاناتها لو عملت بما فى نفسى
يا للمراه المسكينه ...تملكنى عليها لوعه اثارت شجنى واستدارت عبراتى وكم وودت لو احتويتها بين ذراعى وضممتها الى صدرى استدرت اليه وقلت :
- ولماذا كنت بهذا البرود معها ؟
- تسالينى لماذا وما لى غير ذلك والا ثارت ثائرتك واتهمتينى بانى مغرم بها واحن لايام زمان
- حسنا ...ارجع الان الى بيت خالتك
- ارجع ؟؟؟ لماذا وماذا ساقول لهم
- قل انك نسيت شيئا ... وكن معها اكثر ترفقا وودعها بخير مما ودعتها به وكن حنونا وكانك تخاطبنى انا
- احمقاء انت ام ماذا
- لا لست كذلك هيا ارجع بنا
انا حمقاء ... ايكون احمق من لديه مال وفير ويزيد عن حاجته فيلتى الا يعطى منه شيئا لمحرم
ايكون احمق من استقر باله وهدا قلبه واشبع نهمه واطفا ظمائه فاراد ان يمنح الظامى ولو قليلا من الماء والطعام ليطفى ناره
عدنا الى بيت خالته وتوقف زوجى وترجل من السياره ونظر الى نظره وكانه يسالنى : هل انت واثقه من هذا ؟؟ فحركت راسى بالايجاب
دخل زوجى وغاب لبرهه من الوقت ثم عاد وقد وقفت وصال مره اخرى لوداعنا ولكنها هذه المره كانت مبتسمه وكانها رضيت باقل القليل من الفتات الذى بعثته لها ...مجرد عباره وداع رقيقه من زوجى لها
ورات وجهها وكان بعث فيه الحياه من جديد ولم اراها ثانيه فلقد جائنا خبر وفاتها بعد ذلك بحوالى 5 شهور
الحقيقه فقد حزنت عليها لقد عاشت اكثر مما كانت تريد لتتعذب بحبها
وتسالت فى نفسى اترى المسكينه قد صعدت الى السمار قريره العين ؟؟؟؟؟؟