الاثنين، 30 نوفمبر 2009

حلم يقظة

يسحب كرسى ويجلس على منضدته الصغيرة الواقعة بمنتصف الصالة وهو يدندن بلحنًا يحبه يضع فنجان القهوة أمامه وهو يحدق فى أشعة الشمس المنبعثة من خلال مشربيته
ينظر إلى فنجانه ...يرتشف منه رشفة ويرجع بنظره إلى المشربية فيأتيه عبيرها قوى ونفاذ
تترائى أمامه وهي متكئة على الأريكة مرتدية النصف العلوى من منامته وساقها تتدلى وهى تمرجحهم يمينًا ويسارًا وكانها جالسة على شط البحر تداعب أمواجه بقدميها
تبدو فى جلستها المتأملة كآلهة متربعة على عرش عظيم
ضوء النهار يغمرها بنوراً ساطعاً ويغلفها بهالة من السحر
شعرها الأملس منسدل على كتفيها يخفى جزء من وجهها فيعطيها غموضاً مثيراً
فاقت من شرودها ونظرت إليه ..ابتسمت كل تفاصيل وجهها له وظهرت غمازتها بخدها الايسر وهى تميل برأسها إلى اليمين بدلال
قامت من جلستها وهى تطأ الأرض على أطراف أقدامها كعادتها
كلما خطت خطوة تساقط من السماء حبات من زهر الياسمين لتفرش الأرض بطبقة من البياض الساحر تحت قدميها
تضع يداها على كتفيه وتقترب من أذنيه وتهمس متسائله فيدير لها رأسه ويجيبها بنظرة من عينيه
تتجه إلى مشغل الأسطوانات وتدير أغنيتهما المفضلة وترفع مستوى الصوت فتدوى الموسيقى بالمكان
ترجع لتسحب الكرسى المجاور له وتجلس محدقة فيه وعلى وجهها نفس الابتسامة البريئة
تسائله بلهجة مليئة بالعتاب كيف استطاع أن يشرب قهوتهما من دونها ....لا يجيبها فتسأله ثانيه عن فنجانها ..فيلوذ بالصمت ... فتأمره بصيغة الطلب أن يصنع لها فنجان لتشاركه قهوته
يتركها ويتوجه إلى المطبخ سريعًا ليصنع لها فنجانها من القهوة "السكر الزيادة"
يرجع ليجدها اختفت .. يتلفت حوليه ويبحث عنها فى أرجاء المكان كله دون جدوى ..يضع الفنجان على المنضدة ويبدأ بارتشاف قهوته مرة أخرى ونظره مرتكزاً على المشربية ينتظر ظهورها من جديد