الأحد، 26 يوليو 2009

الرقصة


دخلت من الباب وانا اتنفس الصعداء يعد عناء وارهاق يومى من العمل..قذفت بكل ما فى يدى بدون وعى ليستقر كل شى فى مكان ..استلقيت على السرير وانا انظر لاعلى وافكار تاتى وتذهب وتاتى غيرها لتحل محلها ..احداث واحداث ومحادثات ووساويس وافكار ..
قررت ان اخد حماما ساخنا لانتعش واصفى ذهنى من كل ما به ..استسلمت لقطرات المياه وهى تنزل على جسدى لتخلصه من ارهاق اليوم ..يا الله يا ليتها كانت تستطيع التخلل داخل راسى لتغسل كل هذه الافكار
انها لا تتوقف ابدا !! لا اعلم كم مضيت من الوقت وانا هكذا ولكنى ادركت بعد حين انها حيله فاشله فاوقفت سيل المياه واندسيت فى البشكير ومضيت فى طريقى الى الغرفة
وقفت انظر الى نفسى فى المرآه كثيرااا ...لا اعلم لماذا يضيع منى الوقت كثيرا هذه الايام ..اخدت الفرشاة وبدات تمشيط خصلات شعرى ....ولكنها لا تتوقف سااجن اعلم ذلك ..ماذا افعل لازيح هذه الافكار بعيدا ..فاارقص نعم فاارقص ..اين هو ذلك الحذاء .بحثت كثيرا عن حذاء الباليه الوردى ..لست متخصصه ولا متمكنة فى هذا النوع من الرقص ولكنى احبه ..لا اتذكر كم مضى من الوقت على اخر مره رقصت فيها او حاولت الرقص .ارتديت الحذاء وربطت اشرطتها على ساقى وذهبت لابحث عن ثوب الرقص الوردى القصير ..وجدته مختبا تحت اطنان من الملابس القديمه ..ارتديته وربطت اشرطته على رقبتى ورفعت شعرى لأعلى .
وتسالت: اى اغنيه ؟؟ ...ممممم فالندعها للحظ ولعله يساعدنى فى موسيقى مناسبه للباليه . ساادير مشغل الموسيقى واى كانت الاغنيه ساارقص عليها
ادرت مشغل الموسيقى لينبعث منها الصوت الملائكى المفضل لدى :فيروز جاره القمر " عندى ثقة فيك ...عندى امل فيك" ولكنها لا تصلح للباليه ...نعم ولكنى ساارقص ...فاارقص

عندي ثقة فيك عندي أمل فيك
بيكفي شو بدك يعني أكتر بعد فيك
عندي حلم فيك عندي ولع فيك
بيكفي شو بدك أنو يعني موت فيك
و الله رح موت فيك صدق اذا فيك
بيكفي شو بدك مني اذا متت فيك
معقول في أكتر أنا ما عندي أكتر
كل الجمل يعني عم تنتهي فيك
حبيتك متل ما حدا حب و لا بيوم رح بيحب
و أنتا شايفها عادية و مش بهالأهمية
بجرب ما بفهم شو علقني بس فيك
بكتب شعر فيك بكتب نثر فيك
بيكفي شو ممكن يعني أكتب بعد فيك
معقول في أكتر أنا ما عندي أكتر
ما كل الجمل يعني عم تنتهي فيك
تحكبني متل طفل صغير و هاملني كتير
لو شي مرا صبحيي تفكر تتصل في
قلي شو يللي بيعلقني بس فيك

انى اتمايل ..انى ادرو ..انى الف ولكن الافكار لا تنتهى ..انها فيروز ومعها زياد : انه يحبهما كثيرا
الان تخذلنى قدماى ..تعثرت ووسقطت على الارض الصلبه واصابتى كدمه فى ساقى
تمددت على الارص ونظرت لاعلى وبدات ابكى ...ابكى من الكدمه؟؟؟ لا لا ..ابكى من ملاحقة الافكار وملاحقه الاشارات ..لماذا كانت "عندى ثقة فيك " لماذا لم تكن شيئا اخر لا يذكرنى به
لماذا ذهب هكذا بدون اى كلام قال سياخد هدنه يريد وقت ليفكر بالموضوع مع نفسه ..هل اصابه الفتور والملل ؟؟ هل صرت ابعث على الفتور والملل ؟؟
وبدا سيل الذكريات يظهر بجانب الافكار .. اول لقاء واول لمسات واول قبله لا لا ليس فقط اول بل اول وثانى وثالث ...آه لا لن تنتهى هذه اللحظه ابدا سااظل ابكى هكذا حتى اسمع قلبى يان من تحت ضلوعى ...انها لا تنتهى ..انها كالسلسله تتشابك الصور بجانب بعضها البعض ..لا تذهب واحده حتى تنتظر وصول الاخرى
" يا انا يا انا ..انا وياك صرنا القصص الغريبة يا انا يا انا انا وياك وانسرقت مكاتيبى وعرفوا انك حبيبى "
انها نغمه الهاتف الخاصه به ..اعلم فانا اسمعها كثيراا وفى كل مره اجد نفسى اتخيلها لا اكثر
تعود لتدرو بجانب "عندى ثقه فيك ..عندى امل فيك " تتداخل الاصوات واسمع من بينهم صوت فيروز ينادينى (انهضى هيا انه هو هذه المره ) نهضت وعندما نظرت الى شاشه الهاتف وجدتها محقه انه هو هذه المره
-الو
-الو...ازيك؟؟
-انا كويسه وانت ؟؟
- وحشتينى اووى
_...................
-بجد مش مصدقه والله وحشتينى اوى اوى ..اشتقتلك يا حلوه
-وانا كمان
-وانتى كمان ايه؟؟؟
-وحشتنى اوى اوى مش قادره اقولك قد ايه
-طب ايه ها تسيبنى على الباب كده كتير انا رنيت الجرس 5 مرات لغايه دلوقت

تنتهى فيروز من عندى ثقة فيك لتبدا غناء
" انا لحبيبى وحبيبى الى ..يا عصفوره بيضا لا بقى تسالى ولا يعتب حدا ولا يزعل حد انا لحبيبى وحبيبى الى "

فتاتنا الشرقيه

الزواج بالنسبه للفتاه الاوروبيه هى تجربه تعلم عواقبها جيدا ودرستها كثيرا ...الزواج بالنسبه لها هو بدايه الاستقرار والمشاركه ..فقد تعرفت على عشرات من الاصدقاء ورقصت وشربت وامضت اياما وشهورا بل احيانا اعواما فى هذه الصداقات والعلاقات ..درست من امامها وتعرفت عليه ملأ المعرفه تبدالوا الافكار وتشاركوا الاراء واخدوا قرارت ..تنتهى بها هذه الصداقات الى رجل تعرفه بل تتقنه وتحبه ولهذا فانها ستتزوجه ..فهى تمر بهذه التجربه وهى تعلم عنها كل شى وتخطط لكل كبيره وصغيره ويشاركها فى هذه التفاصيل الطرف الاخر ايضا
اما فتاتنا الشرقيه فالزواج بالنسبه لها ليس اكثر من احلام وتخيلات مراهقه تدخل هذه التجربه لانها طبيعه الحياه ولانها قسمه ونصيب ولانها تريد بيتا تكون فيها الامره الناهيه ولانها تريد ان تهرب من سجن الاهل وتريد ان تشهر بحريتها .
فالفتاه الشرقيه لا ترقص ولا تشرب ولا تخرج ولا تذهب الى السينما الا تحت حراسه مشدده وكانها مجرم هارب واذا طلع عليها الليل ولم تعد للبيت تجد امها تتلو اياتها وابيها يقف بالباب واخيها يسن السكين والجيران يستسرقون السمع ينتظرون الفضيحه ...وهذا فان الزواج بالنسبه لها وجود شخص ارحم من ابيها واحن من اخيها يكون صديقا وملاذا للخروج من هذا السجن .
ولان تقاليدنا الباليه التى لقنها الاجداد للاباء ويلقنها الاباء للابناء ..تلك التقاليد التى ارسخت فى ذهن الفتاه ان الشباب ما هم الا ذئاب فتنعدم بهذا الاتصال وتتولد العقد النفسيه وينشأ الحرمان العاطفى ...فنجدها تنتظر حظها ونصيبها لعل الله يبعث لها بواحد غير هؤلاء الذئاب رغم كونه شابا من الشباب !!!!!
ولذلك فان فتاتنا الشرقيه تتزوج بهد معرفه قصيره بزوجها بالاصح بلا اى معرفه وتجد نفسها فجأه وجها لوجه من هذا الشخص وتاتى اول ليله ..فتجدها ترتعد منه وترهبه ..فهى لا تدرى ماذا اخفى لها فى قلبه او فى راسه او فى لمعان عينه ..فهذه الليله بالنسبه للفتاه الشرقيه المحافظه تجربه رهيبه ومخيفه فانها لم تعرف عنها شيئا ولم يقل لها احد ما هى ولا كيف تكون ...ما لونها وما طعمها وكيف يقولون وهذا عيب !!!
ورغم احلامها وامانيها بهذه الحياه الجديده تجد نفسها تدخل هذه الحياه وهى خائفه ..فالانسان يخاف الشى الذى يجهله ولكن ايضا مطلوب منها اجاده المجهول والا فانه له الحق...كل الحق ان يتركها لاخرى تجيده .
ولانها تعلمت ان اقتراب رجل من امراه حرام وخطيئه وحتى لو اقتنعت بان صلتها بزوجها هذا حلال وليست بخطيئه فان احساسها بالخطيئه لا يتلاشى بل يظهر بين الحين والاخر ..انها تشعر بالخوف من زوجها والخجل مما سيكون وهذا الخوف والخجل مصدره انها تعلمت ان الرجال ذئاب وحيوانات مفترسه وكائنات مخيفه وان كل اتصال بهم خطيئه ولذلك فهى تخجل من ان يؤدى بها الزواج ان تنام الى جواره وتعاشره وتقع فى المحظور وتقع فى الخطيئه
وكيف لها ان تعرف انه ليس كذلك فهى لم تعرفه ولم تفهمه ولم تفهم ما هى الحياه الواقعيه وانما عاشت فى حراسه امها وسجن ابيها وتهديدات اخيها
فالفتاه الشرقيه لم يقل لها احد عن ذلك شيئا لا امها ولا صديقاتها المحرومات مثلها ولم تجرب ينفسها فلم تعرف رجلا ولا صديقا لا عن قرب ولا عن بعد .....